للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الركوع (١)، وما زاد على فاتحة الكتاب.

فإن قيل: فإن فعله ورد مورد البيان، وقد روى حذيفة أن رسول الله كان إذا ركع قال: "سبحان ربي العظيم، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى" (٢).

وقد قال أيضا: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٣).

قيل: أما قولكم: "إن فعله ورد مورد البيان"؛ فإن ذكره تعالى الركوع والسجود مفسر غير مفتقر إلى بيان، فلا يقع البيان فيما ليس بمجمل، فيحمل فعله على الاستحباب.

وأما قوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي"؛ فنحن كما رأيناه يصلي، فنفعل الواجب كما فعله، ونفعل المسنون والمستحب كما فعله، ولم تقم دلالة أن التسبيح واجب.

فإن قيل: فإن فعله واجب.

قيل: التسبيح قول اختصه، وليس بفعل منه ولا أمر لنا، ولو كان ظاهره معكم؛ لجاز لنا أن نحمله على الاستحباب بدليل تعليمه للأعرابي الواجبات، ولم يكن التسبيح منها، وبالقياس الذي ذكرنا.


(١) بل هو دليل عليه؛ لأنه ورد في بعض روايات حديث المسيء صلاته الأمر بها كما في رواية أبي داود (٨٥٧).
(٢) أخرجه الدارقطني (١/ ٣٤١) وضعفه ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٤٣) وله شواهد انظرها في مجمع الزوائد (٢/ ٢٥٨ - ٢٦٠).
(٣) تقدم تخريجه (٤/ ٩٥)، وانظر معالم السنن للخطابي (١/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>