للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حقيقة، وتمكن العمامة ليس هو الجبهة.

قيل: ولا التمكن من حائل على الأرض تمكن من نفس الأرض، فعلمت أن المطلوب هو الخشوع وطرح العضو على الأرض، سواء كان الحائل على الأرض، أو على الجبهة.

على أن الاسم لا يمتنع من الانطلاق عليه، وأنه قد سجد على الأرض وإن كانت عليه عمامة.

على أن الذي يسبق إلى الأفهام من قول القائل: ["ضع جبهتك على الأرض"، و"وضع جبهته على الأرض"، وأنه أراد مباشرة الأرض من غير حائل أكثر مما يفعل من مباشرة الجبهة بغير حائل] (١)، فإذا لم يمنع الحائل الذي على الأرض؛ لم يمنع الحائل الذي على الجبهة.

فبان بهذا أن الغرض الاعتماد على الأرض بحائل أو بغير حائل، كالأرض لما كانت [مقصورة] (٢) [بالاعتماد] (٣) (٣٤٩) عليها؛ جاز بحائل وبغير حائل.

وكذلك الكلام على قوله : "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء أو أعظم" (٤) الغرض تمكن ذلك، والاعتماد به على الأرض على ما بيناه بالاسم، فيتناوله على حد ما يتناوله بغير حائل، فهو عموم فيه سواء كان بحائل أو بغيره.

فإن قيل: فقد روى البراء قال: "شكونا حر الرمضاء في وجوهنا وأكفنا


(١) هكذا بالأصل، ولعل الصواب: أكثر مما يفهم من مباشرة الجبهة بغير حائل.
(٢) هكذا بالأصل، ولعل الصواب: مقصودة.
(٣) في الأصل: بالاعتقاد.
(٤) تقدم تخريجه (٤/ ٤٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>