للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنزلت، ثم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف، فاقرؤوا ما تيسر منه" (١).

فإذا كان عمر يسمع رجلا عربيا غير شيئا من القرآن بلغة العرب فبلغ معه ما بلغ، فلا الرجل قال: إن لي أن أغير عن القرآن بعبارة أخرى، ولا النبي قال له ذلك.

ولو كان أيضا يجوز؛ لما ذهب على عمر ، ثم امتحن النبي قراءتهما على ما أنزلت، فقال: "هكذا أنزلت" (٢).

فكيف يجوز أن يقرأه الأعجمي بلسانه، وإذا لم يجز أن يقرأه العربي على غير ما أنزل - وهو أعرف بمعناه -؛ فكيف يجوز أن يقرأه أعجمي بلسانه، مع قلة معرفته بمعانيه، وهو غير ما أنزل.

ثم قول النبي : "أنزل على سبعة أحرف" (٣). ولم يقل لهم: إنها أحرف العجم والعرب، ولا أنها لغات مختلفة وخص ذلك بسبعة أحرف (٤)، فلو جاز أن يعبر عنه بكل لغة؛ لكانت لغات وحروفا لا تحصى، وإذا لم ينزل إلا على سبعة أحرف؛ لم يجز أن يتعدى إلى غيرها.

وأيضا فإن الذي ذكرناه هو إجماع الصحابة؛ لأن عثمان وعنهم


(١) أخرجه البخاري (٤٩٩٢).
(٢) هو الحديث قبله.
(٣) هو الحديث قبله.
(٤) انظر في معنى سبعة أحرف الإتقان للسيوطي (١/ ١٣١ - ١٤١) فتح الباري (١١/ ٢٢٢ - ٢٣٥) وانظر لزيادة الفائدة "أسرار الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم" للشيخ محمد أبي الخير مصطفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>