للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقراءة عائشة فيهما بأم القرآن لأنها دعاء؛ حجة لنا، لأجل هذا تعينت في الصلاة.

وعلى أنه لو ثبت هذا مذهبا لهؤلاء من غير احتمال؛ لعارضه ما روي عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وغيرهم.

وقول أبي سعيد: "وأمرنا أن نقرأ في كل ركعة" (١).

وقول رسول الله في حديث جابر: "كل ركعة لم تقرأ فيها بأم القرآن فإنك لم تصلها" (٢)؛ أولى من قول غيره.

فإن قيل: فإن فعل من ذكرتم لا يدل على الوجوب.

قيل: إذا رووا شيئا عن النبي يدل على الوجوب، ورأيناهم قد فعلوه؛ دل على الوجوب.

وعلى أنه إذا لم يدل فعل هؤلاء على الوجوب لم يدل فعل من ذكرتم على الجواز؛ لأن القوم يفعلون الشيء تارة على الجواز، وتارة على الوجوب، كما فعل النبي ، وإذا جاز [أن يقتدى بهم في الجواز؛ جاز] (٣) أن يقتدى بهم في الوجوب.

فإن قيل: فقد روي عن النبي أنه قال: "لا صلاة إلا بقراءة" (٤).


(١) تقدم تخريجه (٤/ ٢٩٤).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٥٨).
(٣) ساقطة من الأصل، وما أثبته من السياق.
(٤) تقدم تخريجه (٤/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>