للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما كان هو النسيان.

فإن قيل: فإن الخبر ضعيف، قال الزهري: سألت عندنا من فلم يعرفه.

وأيضا فإن ذا الشمالين [عمير بن نضلة] (١) (٣٦٩) قتل يوم بدر، وقصة سهو النبي متأخر، فبطل الخبر.

قيل: ما ذكرتموه عن الزهري؛ لا يلزم؛ لأن هاهنا من قد عرفه، فهو أولى ممن لم يعرفه.

فأما ما ذكرتم من حديث ذي الشمالين وأنه قتل يوم بدر كما ذكروا؛ فذو الشمالين اسمه الخرباق (٢)، عاش إلى زمن معاوية، وقُبر بذات الخشب، وهو من بني زهرة وهذا مما يقال: إن الزهري أخطأ فيه (٣).


= لأنه نفى كل واحد منهما، ولم ينفهما جميعا كما قال المؤلف. انظر السلم المنورق بشرح القويسني (١٨ - ١٩) والإبهاج (٢/ ٨١٥) العقد المنظوم (١/ ١٤٥ - ١٥١) والله أعلم.
(١) في الأصل: عمرو بن نضلة، والذي ذكرته هو الذي ذكره ابن عبد البر نقلا عن ابن إسحاق، ونقله عنه ابن حجر في الفتح (٤/ ١٥٨) وكذا الموضع الآتي بعده.
(٢) بل الخرباق اسم ذي اليدين لا ذو الشمالين كما ذكر ابن عبد البر وابن حجر والنووي وغيرهم، وسيذكره المصنف على الصواب (٤/ ٥٨٥).
(٣) أجاب ابن عبد البر عن هذه الشبهة فقال: "وأما قولهم: إن أبا هريرة لم يشهد ذلك لأنه كان قبل بدر، وإسلام أبي هريرة كان عام خيبر؛ فليس كما ذكروا، بل إن أبا هريرة أسلم عام خيبر، وقدم المدينة في ذلك العام، وصحب النبي نحو أربعة أعوام، ولكنه قد شهد هذه القصة وحضرها؛ لأنها لم تكن قبل بدر، وحضور أبي هريرة يوم ذي اليدين محفوظ من رواية الحفاظ الثقات، وليس تقصير من قصر عن ذلك بحجة على من علم ذلك وحفظه وذكره. ثم ذكر الروايات التي تدل على أنه حضر القصة، وبعضها في البخاري ومسلم، ثم قال: وقد روى قصة ذي اليدين عبد الله بن عمر، ومعاوية بن حديج، وعمران بن حصين، وابن مسعدة رجل من الصحابة، وكلهم لم يحفظ عن النبي ولا صحبه إلا بالمدينة=

<<  <  ج: ص:  >  >>