للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد رواه أبو هريرة وهو متأخر الإسلام (١).

وأيضا فإن معاوية بن الحكم تكلم في الصلاة حتى رمقه الناس بأبصارهم، فلما فرغ من الصلاة؛ دعاه النبي فقال له ما قال، ولم يأمره بإعادة (٢).

وأيضا ما روي أن النبي قال في الصلاة: "تلك الغرانيق العلى" (٣).


= متأخرا. ثم ذكر أحاديثهم، ثم قال: وأما قولهم إن ذا اليدين قتل يوم بدر؛ فغير صحيح، وإنما المقتول يوم بدر ذو الشمالين، ولسنا ندافعهم أن ذا الشمالين مقتول ببدر؛ لأن ابن إسحاق وغيره من أهل السير ذكروه فيمن قتل يوم .. بدر فذو اليدين غير ذي الشمالين المقتول ببدر؛ بدليل ما في حديث أبي هريرة ومن ذكرنا معه من حضورهم تلك الصلاة، وأن المتكلم بذلك الكلام إلى النبي رجل من بني سليم … التمهيد (٤/ ٤٧١ - ٤٨١) وقال ابن حجر: "وقد اتفق معظم أهل الحديث من المصنفين وغيرهم على أن ذا الشمالين غير ذي اليدين، ونص على ذلك الشافعي في اختلاف الحديث". الفتح (٤/ ١٥٨ - ١٥٩).
(١) أي فينتفي القول بأنه منسوخ كما هو مدعى المعترض، وقد رد ابن عبد البر على ذلك أيضا. انظر التمهيد (٤/ ٤٦٦ - ٤٧١).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٢٣٠).
(٣) هذه قصة باطلة، وأكذوبة خبيثة، دسها أعداء الإسلام، ولهج بها كثير من الناس، وهي لا تصح سندا ولا متنا، وقد أنكرها جمع من المحققين، وقد أجاد في ردها وإبطالها الإمام أبو بكر بن العربي في كتابه أحكام القرآن، وتكلم عليها في عشرة مقامات. (٣/ ٣٠٣ - ٣٠٧) وردها أيضا القاضي عياض في كتابه الشفا (٢/ ١٤٨ - ١٥٧) قال: "يكفيك أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم .. ثم بين أن القصة لا يقوم لها سند، وبين أيضا ما في متنها من المنكرات". والله المستعان. وللعلامة محمد الأمين الشنقيطي بحث ماتع نفيس في إبطال هذا الكذب، وبيان ما فيه من الزور والبهتان، راجعه في كتابه النافع أضواء البيان (٣/ ٥٢٨ - ٥٣٢)، وقد أفردها بمؤلف خاص العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، وسماه: "نصب المجانيق لإبطال قصة الغرانيق". وللشيخ علي بن عبد الحميد رسالة خاصة في الموضوع أيضا وسمها بـ "دلائل التحقيق لإبطال قصة الغرانيق رواية ودراية".

<<  <  ج: ص:  >  >>