للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في قتله، فلما خص به أحدهما؛ علم أنه غير مستحق إلا بعطية الإمام (١).

وأيضا فقد روي أن عوف بن مالك الأشجعي قال: "خرجت مع زيد بن حارثة فوافقني رجل مَدَدي (٢) من أهل اليمن، وما معه إلا سيفه، [فنحر رجل من المسلمين جزور (٣)، فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدرق (٤)، ومضينا، فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر (٥)، عليه سرج مُذْهب (٦) وسلاح مُذْهب، فجعل الرومي يُغري (٧) بالمسلمين] (٨)، [فقعد له المددي تحت صخرة] (٩)، ثم خرج وراءه، فعرقب (١٠) فرسه، فخر، فعلاه بسيفه، وقتله، وأخذ سلبه وحازه، وفتح الله تعالى على


(١) نقله ابن الملقن في التوضيح (١٧/ ٥١٤) بحروفه، وزاد عليه: "لأن إعطاء الإمام عندنا من الخمس، فيكون معنى قوله: "من قتل قتيلا فله سلبه" يعني: من الخمس لا من مال الغانمين".
قلت: وهذه الزيادة لا توجد عندنا هنا، والظاهر أن هذا في نسخة أخرى، لأنَّهُ نقل عن ابن القصار في غير ما موضع بحروفه، وأجد له بعض الزيادات عليه، وسيأتي التنبيه على بعضها. والله أعلم.
(٢) يعني رجل من المدد الذين جاؤوا يمدون جيش مؤتة ويساعدونهم. عون المعبود (٤/ ٢١٢).
(٣) أي بعيرا.
(٤) قال في الصراح درقة - بفتحتين -: سير، جمعه درق. عون المعبود (٤/ ٢١٢).
(٥) أي أحمر.
(٦) بضم وسكون؛ أي: مطلي بالذهب.
(٧) يغري - بالغين -: من الإغراء، أي يسلط الكفرة على المسلمين ويحثهم على قتالهم، وفي بعض النسخ: يفري - بالفاء والراء - كيرمي أي يبالغ في النكاية والقتل، يقال: فلان يفري إذا كان يبالغ في الأمر. عون المعبود (٤/ ٢١٢).
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والمثبت من سنن أبي داود.
(٩) في الأصل: فقعد لدويه تحت شجرة، والتصحيح من سنن أبي داود.
(١٠) أي قطع عرقوبه، وهو الوَتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع، وهو من الإنسان فويق العقب. انظر النهاية (٦٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>