للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: غلط أبو حنيفة في رواية هذا الخبر، وذلك أن موسى بن إسحاق الأنصاري قال: نا عبد الله بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، فقال حدثنا العمري - وهو عبد الله بن عمر بن حفص - عن نافع، عن ابن عمر: "قسم رسول الله يوم خيبر للفرس سهمين وللرجل سهما. قال نافع: فإذا كان مع الرجل فرس؛ أخذ ثلاثة أسهم، وإذا كان وحده؛ أخذ سهما" (١).

فهذا خلاف ما رويناه عن العمري، فلو صح؛ لجاز أن يتأول أنه ضرب [للفارس] (٢) سهمين لأجل فرسه.

على أن ما رويناه زائد، والأخذ بالزائد أولى، وفيه تفسير نافع الذي عنه الرواية.

على أنه (٥٧) [يفضل] (٣) على عبد الله على أخيه عبيد الله في الحديث عبيد الله أثبت خلق الله (٤)، وقد روينا عنه ما رويناه.


= ونقل عن الشافعي قوله: "كأنه سمع نافعا يقول: للفرس سهمين وللرجل سهما؛ فقال: للفارس سهمين وللراجل سهما، وليس يشك أحد أهل العلم في تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ".
قلت: وقد تقدم توجيه ابن حجر لهذا فارجع إليه.
(١) أخرجه من هذا الطريق ابن أبي شيبة (٣٣٧١٩) لكنه قال: حدثنا العمري، ولم يذكر هل هو عبيد الله أو عبد الله. وأخرجه البخاري (٤٢٢٧) لكن من طريق الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا زائدة عن عبيد الله بن عمر به.
فائدة: هذا الحديث يذكره الأصوليون في مسائل القياس في مَسْألة الإيماء، أي إذا اقترن الحكم بوصف لولا أن ذلك الوصف للتعليل لم يقع الاقتران فلما جاء سياق واحد أنه أعطى للفرس سهمين وللراجل سهما؛ دل على افتراق الحكم. أفاده ابن حجر في الفتح (٧/ ٤٤٩).
(٢) في الأصل للفارسين.
(٣) كلمة مطموسة، والمثبت من السياق.
(٤) هكذا هذه العبارة في الأصل، والظاهر أن مقصوده تقديم عبيد الله على عبد الله في رواية =

<<  <  ج: ص:  >  >>