للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأراد بالخير الغنيمة، فذكر جنس الخيل.

وأيضا فلا فرق بين العربي والنبطي؛ لأنهما جميعا يقع بهما الكر والفر، إلا أن العربي أجرى وأطوع لصاحبه، والبرذون أشد وأصبر، فبِإزاء ما في العربي من الحدة في الجريان والطاعة ما في البرذون من الصبر والشدة، وإن كان الأصل في ذلك أن يسهم للعربي بجريانه وسرعته، فالذي نص فيه على إناث الخيل لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ (١)، إلا أن الذكور يقوم مقامها، فكذلك الهُجن والبراذين (٦٣). [ … ] (٢).

فإن قيل: كل موضع روي فيه أن النبي جعل وفرض للفرس وكذلك أعطى؛ فإنما أعطاه لأجل فرسه، وإطلاق اسم الفرس يختص بالعربي، فأما البرذون؛ فلا يدخل بالإطلاق تحت اسم الفرس، واسم البرذون أخص به، فإذا كان إنما فرض للفرس؛ خرج فعله مخرج البيان، فلا ينبغي أن يفرض إلا لما فرض له، هذا هو الأصل، وكان ينبغي أن يفرض للبرذون شيء، ثم قامت الدلالة في أن يفرض له سهم باتفاقنا، وبقي السهم الآخر المختلف فيه واقفا على الدلالة.

قيل: الأصل في ذلك قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (٣).

يعني إناثها لشدة سرعتها، واسم الخيل ينطلق على الجميع، وفيه البراذن والهجن.


= الحديث عند مسلم فقيل له: يا رسول الله! بم ذاك؟ قال: "الأجر والمغنم إلى يوم القيامة".
(١) سورة الأنفال، الآية (٦٠).
(٢) طمس بمقدار سطر.
(٣) سورة الأنفال، الآية (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>