للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أناس: الفتح القريب خيبر وما ذكر فيها (١)، وقد سماه الله تعالى في أنه أخرج فتح خيبر فتحا قريبا فقال تعالى: ﴿فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ (٢).

وأما قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾؛ فإنما نزل بعد ذلك في عشر آيات بشارة للنبي بأنه سينصر نصرا عزيزا، وأن الله تعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويتم نعمته عليه، فكان كل ذلك بشارة بما يقع عليه من مكة، وبالظفر بمن نافق، وطاعة من أطاع.

وما حكوه من قول عمر: "أفتح يا رسول الله" (٣)؛ إنما هو لَمّا بُشِّر بما يكون؛ استفهمه فقال: أنزل عليك الفتح؟ فقال: "نعم" (٤).

أما الحديبية؛ فإنما قال بعض الناس: ما هذا بفتح؛ لقوله تعالى: ﴿فَتْحًا مُبِينًا﴾، فقال الرجل: لقد صددنا عن البيت، وصد هدينا، ورد رسول الله رجلين من المؤمنين كانا خرجا، فبلغ ذلك الرسول ، فقال: بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح، يعني التي مضت، قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم [فالراح] (٥) ويسألوكم القضية"، وغير هذا من الكلام.

وإذا كان هذا هكذا؛ علم أن قوله: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ (٧٤) [لم


(١) وهو مروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. ورجح ابن جرير أن الآية عامة فيهما. انظر تفسير ابن جرير (٩/ ٧٥١١)
(٢) سورة الفتح، الآية (١٧).
(٣) تقدم تخريجه (٥/ ١٣٤).
(٤) تقدم تخريجه (٥/ ١٣٤).
(٥) هكذا بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>