للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضا قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ (١).

[فقرن بالقهر والغلبة إظهار] (٢) كلمتهم، وإذا كان بصلح؛ فالاشتراك قائم لأنه بتراض من الطائفتين، ولا يجوز أن يظن بالله تعالى أنه نصر أعداءه، فينبغي أن يختص بالنصر من يقهر ويغلب، ولا يترك تحت بعض أحكام المشركين، وهذا لا يكون إلا بالعنوة، ألا ترى أنه تعالى لم يسم الصلح عام الحديبية نصرا وإن جاز [أن] (٣) يسمى فتحا على وجه؛ لأنه لو كان نصرا؛ (٧٥) لم يكن النبي مصدودا، والمؤمنون معه كذلك، ولم يقل في الحديبية عام الفتح، كما قيل في مكة: عام الفتح.

وأيضا ما روي أن النبي صالح أهل مكة عام الحديبية على أن يضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين (٤)، ثم إن أهل مكة نقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه بقتالهم خزاعة حلفاء الرسول ، ثم سألوا أبا سفيان أن


(١) سورة النصر، الآية (١).
(٢) في الأصل: فقرن القهر والغلبة بإظهار.
(٣) في الأصل: أن لا.
(٤) هذا القدر أخرجه أبو داود (٢٧٦٦) وأحمد (٤/ ٣٢٣ - ٣٢٤) وإسناده صحيح كما قال ابن الملقن في البدر (٩/ ٢٢١).
وقال ابن حجر: "هذا القدر ذكره ابن إسحاق، وهو المعتمد، وبه جزم ابن سعد، وأخرجه الحاكم من حديث علي نفسه، ووقع في مغازي ابن عائذ في حديث ابن عباس وغيره أنه كان سنتين، وكذا وقع عند موسى بن عقبة، ويجمع بينهما بأن الذي قاله ابن إسحاق هي المدة التي وقع الصلح عليها، والذي ذكره ابن عائذ وغيره هي المدة التي انتهى أمر الصلح فيها حتى وقع نقضه على يد قريش". الفتح (٧/ ٢٣٢ - ٢٣٣) وحديث الصلح عند البخاري (٢٧٣١) لكن من غير ذكر للمدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>