للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنه أنه قال يوم فتح مكة: "أفطروا فإنه يوم قتال" (١).

وما خبر أنه يوم قتال؛ لا يكون يوم صلح.

وأيضا ما روي عنه أنه قال: كل مدينة فتحت بالسيف إلا المدينة فإنها فتحت بقول لا إله إلا الله" (٢).

ففرق بين الفتح والصلح، ونفى أن تكون مدينة فتحت إلا بالسيف إلا المدينة.

فإن قيل: فإننا نقول بموجب هذا الخبر، وذلك أن البلاد كلها فتحت لخوف السيف، فبعضها عنوة بالسيف، وبعضها بالصلح، ولكن من الفزع وخوف السيف، ومكة مما فتحت صلحا خوف السيف، وفتح المدينة على خلاف هذا؛ لأنها فتحت على طوع أهلها، لأنهم قدموا على النبي من غير فزع من جهته، وإنما هم عرضوا أنفسهم على النبي .


(١) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: "سافرنا مع رسول الله إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلا فقال رسول الله : إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم، فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم، فأفطِروا، فكانت عزمة، فأفطرنا".
وأخرج مسلم أيضا (١١١٤/ ٩٠) من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أن رسول الله يخرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة".
وأخرجه البخاري (٤٢٧٦) ومسلم (١١١٣/ ٧٩) من حديث ابن عباس.
(٢) أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ١٧١) وقال الإمام أحمد: هذا حديث منكر.
قلت: وعلته محمد بن الحسن بن زبالة كان كذابا كما قال الإمام أحمد وغيره. انظر تنقيح التحقيق (٤/ ٦١٠ - ٦١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>