للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المخزومي قال: حدثني جدي عن أبيه أن رسول الله قال يوم فتح مكة: "أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم، منهم القينتان" (١).

فقوله : "لا أؤمنهم"؛ يدل على أنه أمن الباقين، وهذا يدل على ما نقوله من أنه أمنهم، فلو كان فتحها صلحا؛ لكانوا آمنين بالصلح، ولم يحتج أن يؤمنهم.

وأيضا فما روي أنه دخل مكة وعلى رأسه المغفر (٢)، وقال: "إن مكة حرام حرمها الله تعالى، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من النهار" (٣).

ولم تحل لي إلا لأجل القتال.

وأيضا فما روي أن علي بن أبي طالب دخل على أم هانئ، فرأى


(١) أخرجه من هذا الطريق أبو داود (٢٦٧٤) وإسناده ضعيف. وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (٦/ ٣٧١) من طريق قتادة عن أنس. وأبو داود (٢٦٧٣) من حديث مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص.
تنبيه: وقع في السنن للبيهقي (٩/ ٣٥٧): "حدثني أبي عن جده"، وهذا إما اختلاف في الإسناد أو خطأ من النساخ. والله أعلم.
والقينتان مثنى قينة: وهي الأمة غنت أم لم تغن، والماشطة، وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء، وجمعها قَينات. انظر النهاية (٧٧٣)
وعند البيهقي: "وقينتين كانتا لمقيس، فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت".
وفيه أيضا: (٩/ ٢٠٣): "أنهما كانتا قينتين لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء رسول الله ".
(٢) هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه، والزرد حلق المغفر والدرع. انظر النهاية (٦٧٤) والقاموس (٢/ ١١٥).
(٣) أخرجه البخاري (١٧٣٤) ومسلم (١٣٥٣/ ٤٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>