للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجرتهما، ولو كانا لم يقبلا الصلح؛ لم تجرهما أم هانئ، وتركهما علي وعليهما السلاح كان في هذا أوضح دلالة على أنه دخلها عنوة.

على أن في الخبر أن أم هانئ دخلت على رسول الله وهو يغتسل، وفاطمة تستره بثوب، فقال: "من أنت؟ فقالت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: أهلا وسهلا ومرحبا، ما جاء بك يا أم هانئ؟ فقالت: هذا ابن أمي علي يزعم أنه قاتل رجلا أجرته، فقال : قد أجرنا من أجارت أم هانئ" (١).

ولم يذكر فيه أنه لم يقبل الصلح، ولا غير ذلك، وهذا ظاهر في ترك الصلح، فلا ينبغي أن يتطلب له تأويلات ضعاف ليبطل الظاهر وينصر المذهب، بل ينبغي أن يبنى المذهب على الدلائل الظاهرة من غير عنت ولا تعسف لا يثبت.

وأيضا فما رواه أبو هريرة أن رسول الله لما نزل بمر الظهران (٢)؛ رتب العسكر، فجعل الزبير في الميمنة، وخالدا في الميسرة، وأبا عبيدة بن الجراح في القلب، وصار في كتيبة عظيمة من الأنصار وغيرهم، وقال: إن قريشا قد جمعت أوباشا، وقال لخالد احصدوهم حصدا حتى تلقوني على الصفا (٣)، إلى أن دخل وقد اجتمعت الطوائف من المشركين، فقالوا له: أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال لهم: "فأنتم الطلقاء" (٤).


(١) تقدم تخريجه (٥/ ١٤٥).
(٢) واد بين مكة وعسفان، وهو على سبعة أميال من مكة. انظر النهاية (٥٧٤) والحاوي الكبير (١٤/ ٢٢٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٧٧٠/ ٧٤) دون قوله: إلى أن دخل واجتمعت قريش …
(٤) انظر السيرة النبوية لابن هشام (٩٣٧) واشتهرت الكلمة الأخيرة عند أهل السير، إلا أنها لم =

<<  <  ج: ص:  >  >>