للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيف يكون الصلح مع هذه الصورة من تعبئة الجيوش مستعدين، ويقول لخالد: احصدوهم حصدا، فيمضي خالد ويقتل من قتل، ويقول: أنتم الطلقاء قد أعتقتم.

على أنه لما صالح عام الحديبية على ما هو دون الفتح العظيم؛ كتب القضية والصلح، وظهر العقد بينهم بالموافقات والتقرير، وإنما كان على أن (٨١) [يترك العمرة، ويعود إليها من العام القابل] (١)، فكيف يصالح على هذا الأمر العظيم ويخفى نقله على أهل السير والأخبار، والفقهاء المتقدمين والمتأخرين، وينتشر ويشتهر الصلح عام الحديبية فيتفق عليه الخاص والعام، ويحصل الحكم به، ثم يذهب الصلح على مكة فلا يظهر لأحد إلا الشافعي فإنه يستدل على ذلك باستدلالات لا تثبت.

ومع ما نقله أهل السير والأخبار والفقهاء؛ فقد روي عن أبي بن كعب أنه قال: "دخل رسول الله مكة عنوة، فقال رجل: لا قريش بعد هذا اليوم (٢)، فقال : الأسود والأبيض آمن إلا ابن خطل والقينتين ومن ذكر معهم" (٣).

فأخبر بدخوله عنوة، وقول الرجل: "لا قريش بعد هذا اليوم" أي أنهم يقتلون فلا يبقى منهم أحد.

ثم قول النبي : آمن إلا من استثناه، وهذا كله يدل على صحة قولنا،


= تثبت، انظر الضعيفة للألباني (١١٦٣) والشذرات الذهبية للعلامة بوخبزة (١٨١ - ١٨٢).
(١) طمس بالأصل، والمثبت من السياق.
(٢) تقدم أن قائل ذلك هو أبو سفيان، لكن من حديث أبي هريرة.
(٣) انظر ما تقدم (٥/ ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>