للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا] (١) هو الظاهر الذي لا يعدل عنه.

على أنه روي عنه لما (٨٤) دخل مكة صعد إلى باب الكعبة، وأخذ بعضاضتي الباب، ثم قال: ما تقولون معاشر قريش؟ فقالوا: نقول أخ كريم، وابن أخ كريم، وابن عم، ملكت فاصنع ما شئت، فقال: قد أجرتكم إلا ما كان من ابن أخطل (٢).

فقولهم: "ملكتَ"؛ لا يدل على الصلح.

وقولهم: "اصنع ما شئت"؛ ينفي الصلح، إذ لو حصل الصلح؛ لم يكن له أن يصنع ما شاء، ولا يجاوز ما صالحهم عليه.

وقوله : "قد أجرتكم"؛ يقتضي أنه ابتدأهم بالأمان، ولو كان صلحا؛ لم يستحقوا هذا الاسم.

وقد روي أيضا أنه قال: "لا يُقتل قرشي بعد هذا اليوم صبرًا" (٣)، فدليله أن قريشًا تقتل في هذا اليوم، وأنه تستباح دماؤهم في هذا اليوم، ثم أخبر أن بعد هذا اليوم تسلم قريش، ولا تحارب على الكفر، ولا تتدين به فتقتل صبرًا، بل يظهر الإيمان، ويفشو الإسلام فيها، وأن هذا آخر يوم قتلت فيه على الكفر (٤)، فلا دليل على الصلح من هذا، إذ لو كان هناك صلح؛ لم


(١) طمس بالأصل، والمثبت من السياق.
(٢) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٢٥١ - ٢٥٢).
(٣) أخرجه مسلم (١٧٧٢/ ٧٧).
(٤) "وليس المراد أنهم لا يقتلون ظلما صبرا؛ فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم".
شرح مسلم للنووي (١٢/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>