للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستبح دماءهم في هذا، ولكان يدِي (١) من قتله خالد بن الوليد من أهلها؛ لأنه قد ثبت لهم ذمام وأمان، كما ودا عمرو بن الحضرمي لما قتله أصحابه من غير علم منهم بأمان رسول الله (٢)، فلما أخبره بقتله، قال: قتلتم رجلا له ذمام نبي، وجوار وسادته، فساق ديته إلى مكة فلم يقبلوها.

فإن قيل: فإن خالدا قال: هم بدؤوني بالقتال فقتلت (٣).

قيل: فهذا يدل على أن الصلح كان غير واقع، وأن القوم كانوا على ما هم عليه، فكأنهم لم يقبلوا الأمان، وقد روينا أنه أذن لخزاعة في قتال بني بكر حتى أخذوا منهم ثأرهم يوم مكة (٤).

وقد روي أنه دخل الكعبة يوم الفتح ومعه بلال وأسامة بن زيد، ثم أخذ بعِضادتي (٥) الباب والناس ينظرون إليه، فقال: لا إله إلا الله، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ما تقولون وما تظنون، فقالوا له: خيرًا نظن" (٦).

فقوله : (٨٥) "إن الله تعالى صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"؛ يدل على العنوة، وأن جميع ما وعده الله به من النصر وإذلالهم، وخزيهم، وتعذيبهم، وأن يشفي الصدور منهم، وأن يذهب غيظ قلوب المؤمنين؛


(١) أي يدفع الدية.
(٢) تقدم تخريجه (٥/ ٤٢).
(٣) أخرجه البيهقي (٩/ ٢٠٢ - ٢٠٤).
(٤) تقدم تخريجه (٥/ ١٤٣).
(٥) "العضادة بالكسر: جانب العتبة من الباب". المصباح المنير (٢٤٠).
(٦) أخرجه بنحوه أحمد (٣/ ٤١٠) وعبد الرزاق (١٧٢١٣) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>