للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد حصل كله كما وعده الله تعالى.

ومن جهة النقل عن أهل المغازي وأنه دخلها عنوة، قال الواقدي: حدثني نيف وعشرون رجلا من أهل المدينة عن مغازي رسول الله التي غزاها بنفسه، وأنها سبعة وعشرون غزاة (١)، وذكروا الغزوات التي قاتل فيها، ومن جملتها فتح مكة.

وأيضًا فإن الأصل أن أهل مكة كانوا مقيمين على محاربة النبي وإظهار عدائهم، هذا معلوم متيقن، والصلح أمر حادث لا يثبت إلا بنقل يقع العلم به ويتيقن.

وأيضًا فإن الصلح هو عقد بين متعاقدين يحتاج فيه إلى مراضاة ومراسلة قبله ليشتهر، وإذا وقع مع الجماعة الكثيرة - وخاصة هذا الفتح العظيم -؛ لا بد أن يردد القول والمراسلة، وإظهار الكتب والشهادات، ولم ينقل من طريق يثبت شيء من هذا، فينبغي أن يكون على الأصل.

فإن قيل: فإن الكتاب والسنة أيضا يدلان على صحة قولنا، فأما الكتاب؛ فقوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ﴾ (٢).


(١) وبه قال ابن سعد، وهو مطابق لِما عدّه ابن إسحاق. الفتح (٩/ ١٧٦).
وأخرج البخاري (٣٩٤٩) عن زيد بن أرقم أنها تسع عشرة غزوة.
وقال ابن حجر: "ومراده الغزوات التي خرج النبي فيها بنفسه، سواء قاتل أو لم يقاتل، لكن روى أبو يعلى من طريق أبي الزبير عن جابر أن عدد الغزوات إحدى وعشرون. وإسناده صحيح، وأصله في صحيح مسلم، فعلى هذا ففاته ذكر اثنتين منها .. " الفتح (٩/ ١٧٥ - ١٧٦) وانظر التوضيح لابن الملقن (٢١/ ١١ - ١٢).
(٢) سورة الرعد، الآية (٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>