للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي وعدك (١).

يقوي ما تأولناه أنه قال ﴿حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (٢).

ويشهد لهذا الذي تأولناه؛ أن الإمام إذا كان ينفذ السرايا سرية بعد سرية ليفتح بهم، فلم يتم ذلك، ثم عمل بنفسه وعسكره حتى يحل قريبًا من الموضع الذي يريده؛ فإن هذا أعظم مما كان يفعله قبل ذلك، فإذا كان النبي لم يصالحهم في السرايا التي أضعف من قصده بنفسه وجميع جيشه وعسكره؛ كان أولى أن لا يصالحهم عند أعظم الحالتين، مع وعد الله تعالى [له] (٣) ما وعده، وقد قال تعالى: ﴿حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (٤).

فلم يثبت لهم في الآية ما تأولوه، وبطل ما قصدوه، وكان حملها على ما تأولناه أولى.

فإن قيل: فقد قال تعالى: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ﴾ إلى قوله: ﴿وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا﴾ (٥).

فأخبر الله تعالى [أنه] (٦) وعدهم مغانم، وعجل منها أخرى لم يصلوا إليها، (٨٧) قال أهل العلم: هذه الآية نزلت بالحديبية، وأنه أراد بقوله ﴿فَعَجَّلَ


(١) وقيل: يوم القيامة، وهو مروي عن الحسن. انظر تفسير ابن جرير (٦/ ٤٧٤٥).
(٢) سورة الرعد، الآية (٣١).
(٣) ليست في الأصل، والسياق يقتضيها.
(٤) سورة الرعد، الآية (٣١).
(٥) سورة الفتح، الآيتان (٢٠ - ٢١).
(٦) ليست في الأصل، والسياق يقتضيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>