(٢) أي أن الله بدا له الأمر بعد أن لم يكن يعلمه، والقول بالبداء من عقائد غلاة القدرية، وكان ظهورهم في عهد الصحابة، وأخرج مسلم (٧/ ١) عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوُفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قِبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أُنف، قال: فإذا لقيت أولئك؛ فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه؛ ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر .. ثم ساق حديث جبريل المشهور. وقد ذكر النووي وغيره أن هذا الصنف من القدرية انقرض. انظر شرح مسلم له (١/ ١٣٧). (٣) تفسير ابن جرير (٩/ ٧٤٣٧ - ٧٤٣٧) وتمامه: "فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة، وتأمن الشاة من الذئب، ولا تقرض فأرة جرابًا، وتذهب العداوة من الأشياء كلها، ذلك ظهور الإسلام على الدين كله، وينعم الرجل المسلم حتى تقطر رجله دما إذا وضعها". وقال ابن العربي: "ومن ذكر نزول عيسى ابن مريم؛ فإنما هو لأجل ما روي أنه إذا نزل لا يبقى مشرك من أهل الكتاب ولا جزية". أحكام القرآن (٤/ ١٣٣).