وأخرج البخاري (٦١٣٣) ومسلم (٢٩٩٧/ ٦٣) منه قوله: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". واللسغ واللدغ سواء، والجحر ثقب الحية، وهو استعارة هاهنا، أي: لا يدهى المؤمن من جهة واحدة مرتين؛ فإنه بالأولى يَعتبر. انظر النهاية (٧٣٤). وقال الخطابي: "يروى بالوجهين من الإعراب: أحدهما: بضم الغين على مذهب الخبر، ومعناه أن المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيخدع مرة بعد أخرى وهو لا يفطن بذلك ولا يشعر به. وقيل: إنه أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا. والوجه الآخر: أن تكون الرواية بكسر الغين على مذهب النهي، يقول: لا يخدعن المؤمن ولا يؤتين من ناحية الغفلة فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر، وليكن متيقظًا حذرًا، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة معا، والله أعلم". معالم السنن (٤/ ١١٠ - ١١١). (٢) أخرجه البخاري (٤٠٢٤).