للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (١).

ففرق تعالى بين الضرب في الأرض لابتغاء الفضل، وبين الضرب فيها للجهاد والقتال، فعلم أنه إذا نوى بسفره التجارة حسب؛ لا يكون مجاهدًا.

وأيضًا قول النبي في رواية عمر بن الخطاب عنه: "الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه" (٢).

فبين رسول الله أن الهجرة إلى الدنيا لا تكون هجرة إلى الآخرة، ولأن منفعته مشغولة بغير الجهاد، فوجب أن لا يسهم له، دليله العبد.

وأيضًا فإن السهم يستحقه من كان من أهل الجهاد والقتال، وهذا ليس منهم، وهو مشغول بتجارته، وإياها قصد، وبصحبته للمجاهدين وليس نيته نيتهم لا يصير مجاهدًا.

فإن قيل: فقد قال : "الغنيمة لمن حضر الوقعة" (٣).

وكذلك قال أبو بكر وعمر: "الغنيمة لمن حضر الوقعة" (٤).

فهو إجماع.


(١) سورة المزمل، الآية (٢٠).
(٢) تقدم تخريجه (٢/ ٨).
(٣) تقدم تخريجه (٥/ ٦٠).
(٤) تقدم تخريجه (٥/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>