للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: إنما معناه أن يُرشد إلى [الكفء] (١) ويكون رشيدا في نفسه، والرشيد عندنا هو الذي يحسن التصرف في ماله وإن كان فاسقا، وليس حقيقته أن يكون رشيدا في دينه.

فإن قيل: فإن الرشد من صفات المدح، فنفى النكاح إلا أن يكون الولي ممدوحا، والفاسق ليس بممدوح.

قيل: قوله "مرشدا" يقتضي إيقاع الرشد في الغير، وهو أن يرشده، هذا حقيقته، وليس حقيقته أن يكون رشيدا في نفسه، كقولك: مكرم ومحسن، فإذا أرشد إلى الكفء؛ فهو مرشد، ولم يقل: رشيد وإنما قال: "مرشد"، فهو ممدوح بإرشاده إلى وضعها في كفء.

فإن قيل: هو وإن كان يقتضي إيقاع الفعل في الغير؛ فإنه يقتضي أن يكون ممدوحا، وليس الفاسق بممدوح.

قيل: إنما يقتضي أن يكون ممدوحا فيما أرشد إليه، وهذا قد احتاط وأرشد وفعل ما يفعله العدل، فهو ممدوح على ما فعله، مذموم على غير هذا الفعل.

وأيضا فإن كل من جاز له أن يقبل نكاح نفسه بنفسه؛ جاز له أن يزوج، دليله العدل.

وأيضا فإن الولي إنما يحتاج إليه للاحتياط وطلب الكفاءة، فإذا أصاب ذلك؛ فقد وقع موقعه، وهو يغار على نفسه لبنته كما يغار العدل، بل لعله


= قلت: وضعفه ابن الجوزي وابن عبد الهادي. انظر تنقيح التحقيق (٤/ ٣٠٠ - ٣٠١).
(١) كلمة لم أتبينها، وما أثبته أقرب إلى السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>