للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحد، وفي النسب وعدم [الدين] (١) كل عار، وليس يكاد أن يتفق النسب والدين، وإنما يكون نادرًا، وقد يكثر الدين ويعدم فاخر النسب، فلا ينبغي أن يضيق الأمر مع وجود الكفاية والدين الذي يحرس من ظلمها عن مقدار كفايتها، وحسن عشرتها.

وقد قال النبي : "تنكح المرأة لدينها ومالها (١٠٧) وجمالها" (٢).

فأخبر أنها تنكح على هذا، ثم قال: "عليك بذات الدين تربت يداك" (٣).

فجعل العمدة ذات الدين، فينبغي أن تكون العمدة في الرجل مثل ذلك.

فإن قيل: فإنه معلوم أن العار يلحق العرب بمصاهرة النبط (٤).


(١) ساقط من الأصل.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم تخريجه.
فائدة: يقال: ترب الرجل إذا افتقر، وأترب إذا استغنى، وفي هذا القول من رسول الله ثلاثة تأويلات: أحدها: أن "تربت" هاهنا بمعنى استغنت، وإن كان في اللغة بمعنى افتقرت، فتصير من أسماء الأضداد؛ لأن رسول الله لا يجوز أن يدعو على من لم يخالف له أمرًا، مع أن دعاءه مقرون بالإجابة.
والثاني: أن معناه: تربت يداك إن لم تظفر بذات الدين؛ لأن من لم يظفر بذات الدين سلبت منه البركة، فافتقرت يداه.
والثالث: أنها كلمة تخف على ألسنة العرب في خواتيم الكلام، ولا يريدون بها دعاء ولا ذما، كقولهم: ما أشعره قاتله الله، وما أرماه شلت يداه. أفاده الماوردي في الحاوي الكبير (٩/ ١٠١).
(٤) شعب سامي، كانت له دولة في شمالي شبه الجزيرة العربية، وعاصمتهم سلْع، وتعرف اليوم بالبتراء، واستعمل أخيرًا في أخلاط الناس من غير العرب. المعجم الوسيط (٨٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>