للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: إذا حصل الدين؛ لم يحصل معه عار، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (١).

وقال النبي : "لا تأتوني بأنسابكم وأحسابكم وأتوني بأعمالكم" (٢).

ألا ترى إلى تزويج النبي بنته بعثمان (٣)، والنبي هاشمي قرشي، وعثمان من بني عبد شمس.

وقد ذكرنا حديث أمره لفاطمة بنت قيس أن تتزوج بأسامة بن زيد (٤).

وقول من قال: "إنها لو رضيت وجميع الأولياء بنسب ليس بعربي؛ لم يجز؛ لأن العار يدخل على من يوجد في ثان"؛ فقد بينا أن العار ينتفي مع الدِّين، ولو كان عارًا؛ لم يثبت إلا على الموجودين دون المعدومين.

فإن قيل: فإن النسب معتبر في الكفاءة، بدليل ما روي عن ابن عباس أنه قال: "قريش بعضهم لبعض كفء، والعرب بعضهم كفء لبعض، والموالي بعضهم كفء لبعض إلا الحاكة والحجامين" (٥).


(١) سورة الحجرات، الآية (١٣)
(٢) لم أجده بهذا اللفظ بعد طول البحث عنه. ويقرب من معناه حديث أبي هريرة مرفوعًا "ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه". أخرجه مسلم (٢٦٩٩/ ٣٨).
وفي معناه أيضًا ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٨٩٧) بلفظ: "إن أوليائي منكم المتقون، لا يأتي الناس بالأعمال، وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم، فتقولون: يا محمد يا محمد، فأقول: قد بلغت". وانظر جامع العلوم والحكم (٤٦٠ - ٤٦١).
(٣) تقدم تخريجه (٥/ ٤٦٩).
(٤) تقدم تخريجه (٥/ ٤٦٩).
(٥) أخرجه البيهقي (٧/ ٢١٧ - ٢١٨) من حديث ابن عمر، وقال: "هذا منقطع بين شجاع =

<<  <  ج: ص:  >  >>