للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم لا يخلو أن تجعل: ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ صفة للفظ الأول من النساء المخفوض بالأمهات، وهو [قوله: وأمهات نسائكم، أو يجعل] (١) صفة للنساء المخفوضات بِمِن، وهو قوله "من نسائكم"، (١٨٤) أو لهما جميعًا، فإن جعلناه للأول؛ تجرد قوله في الربائب من شرط الدخول بأمهاتهن، وصار مبهمًا؛ لأن تقديره "ربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم حسب"، وإن جعلنا قوله: ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ صفة للثاني وهو قوله "من نسائكم" وهو الصواب [لاقتران] (٢) الصفة بالموصوف واللفظ به وارد؛ صار الأول من النساء المخفوض بإضافة الأمهات إليهن مبهما كما نقوله، وهو صحيح حتى لا نكون قد فصلنا بين الصفة والموصوف؛ لأنه لا يجوز أن يكون ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ صفة للأول قد حيل بينهم بقوله: ﴿وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ﴾ ثم يكون ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ صفة للأول؛ لأن الموصوف لا يحال بينه وبين الصفة التي هي له جملة.

وقوله: ﴿وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ﴾ جملة تامة مكتفية بنفسها؛ لأن تقديره "وحرم عليكم ربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم"، وإذا كان محالًا أن يكون بين الموصوف وصفته ما هذا سبيله؛ بطل أن يكون قوله: ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ صفة للأول، وصار صفة للثاني المتصل به، ألا ترى أنه لا أنه لا يجوز أن يقال: جاءني بناتهن العاقلات، فيكون العاقلات صفة للنساء، وإنما هو صفة للبنات؛ لأنه متصل بهن، ولو [حملناه] (٣) [على


(١) طمس بالأصل، والمثبت من السياق.
(٢) طمس بالأصل، والمثبت من السياق.
(٣) في الأصل: حملنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>