للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النساء] (١)؛ لكان تقديره: جاءني النساء العاقلات وبناتهن، فيخرج بناتهن من صفة العقل، ويكون قد فصلنا بين الصفة والموصوف بجملة تامة على ما ذكرناه، فلا بد على هذا التقدير من أن نكون قد حلنا بين الصفة والموصوف، ويصير الربائب من نساء قد تجردن من صفة الدخول كما ذكرنا في العاقلات، وإن جعلنا قوله: ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ صفة للأول والثاني؛ لم يستقم؛ لأنه يصير تقديره: "وحرم عليكم أمهات نسائكم وربائبكم من نسائكم العاقلات"؛ لأنه لا يمتنع أن يكون [] (٢) أمهات النساء المحمقات [] (٣) الربائب إذا كن من نساء عاقلات، ولهذا كرر اللفظ (١٨٥) [الثاني] (٤)، ولو أراد أن يكون على صفة واحدة؛ لقال "حرم عليكم أمهاتكم وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن وربائبكم منهن"، فلما كرر لفظ النساء؛ علم أنه أراد أن يكن في الأول على صفة مبهمات، والثاني على صفة الدخول بهن.

فإن قيل: إذا جعلناه لهما؛ كان صحيحًا، ويصير تقديره: "وأمهات نساءكم اللاتي دخلتم بهن وربائبكم اللاتي في حجوركم منهن".

قيل: لو ورد بهذا اللفظ؛ كان صحيحًا، ولكنه لم يرد إلا بتكرير لفظ النساء وبتأخير الصفة، فجعله للثاني صحيح لاتصال الصفة به، ولأنه يستفاد بتكرار لفظ النساء فائدة أخرى على ما قلنا في النساء المحمقات والعاقلات.

ولنا أن نقول: هو تحريم في الزوجية ورد بلفظ مبهم، فوجب أن يتعلق


(١) في الأصل: للنساء.
(٢) ممحو بالأصل بمقدار كلمتين.
(٣) كلمة لم أبينها.
(٤) طمس بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>