للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجواب آخر: هو أن ثبوت النسب فيه لم يتعلق بقول عبد بن زمعة وحده، بدليل أنه أحد الورثة، وسودة هي أحد الورثة، وإن كانت سودة مصدقة لأخيها عبد؛ فقد اتفق جميع الورثة على ذلك وهما اثنان، فإن كان يقول عبد وحده؛ فلابد أن يكون الرجوع فيه إلى أمر آخر غير قوله؛ لأن سودة تنكر عليه.

وجواب آخر عن الخبر: وهو أن النبي لم يلحق الولد به، وإنما جعله مملوكا له بدليل ما روي في بعض الأخبار أنه قال: "هو لك عبد" (١).

وجواب آخر: وهو أنه لو تجرد قوله "هو لك يا عبد"؛ لدل على الملك، لأن اللام في "لك" للتمليك، ولم يصرح فيقول: هو لك أخا (٢)، ولو صح (٣) أنه قال: "هو لك يا عبد"؛ [لم] (٤) يكن مثبتا بقول عبد وحده؛ لأنه بعض الورثة، وقد اتفقنا على أنه بقول بعض الورثة لا يثبت نسبه، فدل على أن نسبه ثبت بأمر آخر، فإذا كان هذا قضية في عين يحتمل جميع ما ذكرناه؛ لم يجز أن نقضي به على بعض ما ذكرناه.

فإن قيل: الدليل على أنه لم يجعله مملوكا هو أن عبدا كان معترفا


(١) قال ابن حجر: "وقع في رواية للنسائي: "هو لك عبد بن زمعة" بحذف حرف النداء، وقرأه بعض المخالفين بالتنوين، وهو مردود، فقد وقع في رواية يونس المعلقة في المغازي: "هو لك، هو أخوك يا عبد"، ووقع لمسدد عن ابن عيينة عند أبي داود "هو أخوك يا عبد". الفتح (١٥/ ٢٦٩) وانظر الحاوي الكبير (٧/ ٩٣).
(٢) بل صح بذلك كما تقدم في رواية أبي داود والنسائي.
(٣) هو صحيح كما تقدم.
(٤) في الأصل: إذا لم.

<<  <  ج: ص:  >  >>