للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأمرنا بغسل الأربعة الأعضاء، ولم يأمر بغسل اليد قبل ذلك، فلو كان يجب علينا حكم غير ذلك لذكره، فلا نوجب غير ما ذكر إلا بدليل.

وأيضًا قول النبي للأعرابي: "توضأ كما أمرك الله" (١).

وبين له الذي أمره الله - تعالى - غسل الأربعة الأعضاء، وهذا موضع تعليم، فلو كان غسل اليدين قبل ذلك واجبًا لبينه له.

وأيضًا الحديث الذي قيل فيه: "لن تجزئ عبدًا صلاتُه حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله - تعالى - فيغسل وجهه ويديه، ويمسح برأسه، ويغسل رجليه" (٢).

فدل أن هذا القدر يجزئه، وأن ما دونه لا يجزئه.

وأيضًا قول النبي : "وإنما لامرئ ما نوى" (٣).


(١) أخرجه بهذا اللفظ أبو داود (٨٦١) والترمذي (٣٠٢) وحسنه، وصححه ابن خزيمة (٥٤٥) من حديث رفاعة بن رافع، وهو الحديث الذي اشتهر بحديث المسيء صلاته، وله روايات وطرق، أفردها الدكتور محمد بن عمر بازمول بجزء سماه: "جزء حديث المسيء صلاته"، وسيأتي التنبيه على بعضها في محلها، وليس في هذه الرواية ما ذكره المصنف أنه بين له الأعضاء الأربعة، وإنما في الرواية الموالية، إلا أن يقال الإشارة وقعت على الآية، وفيها غسل الأربعة الأعضاء، كما نص المصنف نفسه هنا وفيما سيأتي (٢/ ٦٠).
(٢) أخرج هذه الرواية أبو داود (٨٥٨) والدارقطني (١/ ٩٥ - ٩٦) والبيهقي (٢/ ٣٨٧).
(٣) أخرجه البخاري (١) ومسلم (١٩٠٧/ ١٥٥).
فائدة: قال الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: "هذا الحديث متفق على صحته، أخرجه الأئمة المشهورون إلا الموطأ، ووهم من زعم أنه في الموطأ مغترًا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك". الفتح (١/ ٤٩).
قلت: قال العلامة عبد الحي اللكنوي: "ذكر ابن دحية أنه أخرجه مالك في الموطأ، ونبه الحافظ ابن حجر في الفتح وفي التلخيص إلى الوهم، وقال: صدر هذا الوهم في الاغترار بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك، ورده السيوطي في تنوير الحوالك بقوله: =

<<  <  ج: ص:  >  >>