للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي بعض الأخبار: "حتى يغسلها ثلاثًا، فإنه لا يدري أين باتت يده" (١).

وهذا أمر ظاهره الوجوب، كقوله تعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ (٢)، وذلك على الوجوب له.

قيل له: الحديث يدل على أنه استحباب؛ لأن النبي علل ونبه بقوله: "فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده" (٣).

فعلمنا أنه على طريق الاحتياط، وأعلمنا بهذا أيضًا أنه ليس لأجل الحدث بالنوم؛ لأنه لو كان لذلك لم يحتج للاعتلال.

والذي يدل أيضًا على أنه على طريق الاحتياط أن قائلًا لو قال: اسلك هذا الطريق، واترك الطريق الآخر، فإنك لا تدري ما فيه، وكذلك لو قال: اغسل ثوبك، فإنك لا تدري أي شيء فيه، وهل أصابه نجس أو لا لعلم أن ذلك على طريق الاحتياط، وإن كان لو تجرد قوله: اغسل ثوبك لدل على الوجوب، غير أن الذي اقترن به دل أنه على الاحتياط.

وفي حديث في السنن لأبي داود: "فإن أحدكم لا يدري أين طافت يده" (٤).


= وله طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن ماجه (٣٩٤) والدارقطني (١/ ٤٩ - ٥٠) وقال: إسناده حسن. وصححه أيضًا ابن خزيمة (١٤٦).
(١) هذه الرواية عند مسلم (٢٧٨/ ٨٧).
(٢) سورة المائدة، الآية (٦).
(٣) تقدم تخريجه قبل قليل.
(٤) أخرجه أبو داود (١٠٥) بلفظ: "أين كانت تطوف يده" من حديث أبي هريرة.
وأخرجه الدارقطني (١/ ٥٠) والبيهقي (١/ ٧٦) من حديث ابن عمر، وحسن إسناده الدارقطني.

<<  <  ج: ص:  >  >>