للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاستحباب (١).

ويجوز أيضًا أن ننقله من الوجوب إلى الاستحباب بدلالة القياس الذي ذكرناه.

أو نحرر علة أخرى فنقول: هذا عضو قد تُعُبِّدنا بغسله في جملة الأعضاء الأربعة، فلم يجب غسله مرتين، قياسًا على الوجه والرجلين.

فإن قيل: إن النبي قال: "العينان وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء" (٢).


(١) أي لاقترانه بالاعتلال المذكور.
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٩٧) والدارقطني (١/ ١٦٠) والبيهقي (١/ ١٩١) من حديث معاوية، وإسناده ضعيف، فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف كما في التقريب (٦٢٣).
وأخرجه البيهقي (١/ ١٩١) موقوفًا على معاوية، وقال: "قال الوليد بن مسلم ومروان أثبت من ابن أبي مريم". وتعقبه ابن التركماني بقوله: "ظاهر هذا الكلام أن ابن أبي مريم ثبْت، وليس كذلك، بل هو ضعيف كما تقدم".
قلت: وللحديث شاهد من حديث على بن أبي طالب أخرجه أبو داود (٢٠٣) وابن ماجه (٤٧٧) وأحمد (١/ ١١١) وإسناده ضعيف، فيه بقية بن الوليد وهو ضعيف. انظر التقريب (١٢٦).
وقال الحافظ في التلخيص (١/ ١١٨): "وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذين الحديثين، فقال: ليسا بقويين"، وقال أحمد: "حديث علي أثبت من حديث معاوية في هذا الباب"، وحسن المنذري وابن الصلاح والنووي حديث علي".
قلت: ومراد أحمد بقوله: "حديث علي أثبت من حديث معاوية" أنه أثبت على علاته كما قال ابن الملقن في البدر (٢/ ٤٣٢)، وراجع كلامه هناك فقد توسع في تخريج هذا الحديث. تنبيهان: الأول: وقع في المسند: "إن السه وكاء العين". وكأنه مقلوب كما قال ابن الملقن في البدر (٢/ ٤٢٦).
الثاني: "السه المذكور في الحديث بفتح السين المهملة، وكسر الهاء المخففة: الدبر، ومعناه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>