للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضًا فإن النبي نفاه مع عدم التسمية، وأثبته مع وجودها، فمن سمى بقلبه وقع عليه اسم ذاكر، فعمومه يقتضي جواز الوضوء، فمن طلب تسمية على صفة دون صفة فعليه الدليل.

فإن قيل: نحن نقول: إنه متعلق بالنطق، فمتى وجد النطق صح.

قيل: لا نخالف في هذا، بل نقول: متى وجد ذكر بالقلب صح، وإن وجد ذكر باللسان صح.

فإن قيل: فإن النبي وضع يده في الإناء، وقال: "توضؤوا بسم الله" (١).

قيل: هذا دليل لنا؛ لأنه وضع يده في الإناء قبل وضوئه.

وأيضًا فلم يقل: "توضؤوا وسموا"، وإنما سمى هو ، فلو كانت واجبة لقال لهم: "قولوا: بسم الله"، ولو ثبت لهم الظاهر لكان مخصوصًا بالقياس الذي تقدم.


= وموضوعها إنما هو الذبائح لا في الطهارة. وأما الحديث الذي تعلقوا به في قوله: "اسم الله على قلب كل مؤمن"؛ فحديث ضعيف لا تلتفتوا إليه". أحكام القرآن (٢/ ٢٧٣ - ٢٧٤).
(١) أخرجه النسائي (٧٨) وأحمد (٣/ ١٦٥) وابن خزيمة (١٤٤) وابن حبان (٦٥٤٤) والدارقطني (١/ ٧١) والبيهقي (١/ ٧١) وقال: "هذا أصح ما في التسمية". وجود إسناده النووي في المجموع (٢/ ٢٥٩) وسكت عنه الحافظ في التلخيص (٢/ ٧٦) وقال: "ولا دلالة فيه صريحة لمقصودهم".
وروى نحوه أحمد (٣/ ٢٩٢) من حديث نبيح العنزي عن جابر، ونبيح وثقه أبو زرعة وابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في التقريب (٥٥٩): "مقبول".
وأخرج نحوه مسلم أيضًا (٢٠١٣) وفيه: "وقال: خذ يا جابر فصُبّ علي، وقل: بسم الله، فصببت عليه وقلت: بسم الله". الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>