للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ترك الصلاة فقد كفر" (١).

وقد روي أن النبي قال: "يقول الله تعالى: من عمل عملًا أشرك فيه غيري فهو له، وأنا منه بريء، أنا أغنى الشركاء عن الشرك" (٢).

وقد يصلي الإنسان لله تعالى ولأن يراه الناس، فيكون فيه ضرب من الرياء، ولا يكون كافرًا.

وأما قوله: "لا نسمي الطهارة من الدين" (٣) [فلا] (٤) خلاف بين المسلمين بأن الوضوء واجب، وهو من دين المسلمين، وهذا قبح من قائله جدًّا.

دليل: وهو قوله تعالى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ (٥).


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٢١) والنسائي (٤٦٣) وابن ماجه (١٠٧٩) والبيهقي (٣/ ٥١١) من حديث بريدة، وصححه الحاكم (١/ ١١) ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: "حسن صحيح غريب".
وله شاهد من حديث جابر أخرجه مسلم (٨٢/ ١٣٤) وآخر من حديث أنس أخرجه ابن ماجه (١٠٨٠) وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف كما في التقريب (٥٩٩).
(٢) أخرجه مسلم (٢٩٨٥/ ٤٦) تنبيه: هذا الحديث ورد في صحيح مسلم بشرح النووي تحت باب: من أشرك في عمله غير الله، وورد في بعض الطبعات باسم: باب الرياء.
(٣) تضافرت النصوص على اعتبار الطهارة من الدين، منها: حديث أبي مالك الأشعري الآتي تخريجه بعد قليل: "الطهور شطر الإيمان".
ومنها أن الله يمحو به الخطايا كما في حديث أبي هريرة عند مسلم (٢٥١/ ٤١).
ومنها حديث أبي هريرة أيضًا عند مسلم (٢٤٦/ ٣٥): "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء".
ومنها حديث عثمان المتقدم تخريجه (٢/ ١٠)، وهذا كله يدل على أن الوضوء عبادة، وقد أشار النووي إلى نحو من هذا في المجموع (٢/ ٣٢٥).
(٤) في الأصل والمطبوع: لا، وما أثبته أنسب.
(٥) سورة الحج، الآية (٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>