ذكرت من احتمال وجودها فيما لا يزال مفقودا من الكتاب؛ لأن هذا الاحتمال في نظري أقوى من احتمال إثبات كتاب مستقل لم ينص عليه أحد من مترجميه وأهل مذهبه مع عنايتهم بأقواله وتخريجاته، والكشف عن آرائه الأصولية والفقهية، وتوافر هممهم على تتبع آثاره ومؤلفاته، ثم مع هذا كله يفوتهم جميعًا فلا يقف عليه إلا السيوطي فيما بعد بقرون، مع ما في ذلك من الاحتمالات كما ذكرت لك.
وأما الدليل الرابع الذي ذكره الشيخ مخدوم فهو قوله: أسلوب ابن القصار وتقسيمه الكتاب على أبواب وفصول مرقمة في النص الذي نقله السيوطي عن المقدمة الكبرى يغاير أسلوبه في هذه المقدمة الصغرى ..
قلت: أنت ترى أن مرجع الشبهة في كل هذا هو نص السيوطي المذكور، وقد أبديت فيه ما قدمته لك، وأن الجزم بذلك محلّ نظر مع وجود الاحتمالات التي أوردتها، وفيها من القوة ما فيها، والله أعلم.
فإن قيل: لعل ترتيب الكتاب وتوافقه مع ترتيب القرافي الأصل فيه هو ابن القصار، والقرافي تبع ابن القصار في ترتيبه.
قيل: القرافي ﵀ ذكر أنه إنما اختصر المحصول، وأنه اعتمد على أخذ جملة مما ذكره ابن القصار في أوله تعليقة الخلاف، وهذا ظاهر منه أنه لم يستفد من كتاب مستقل في أصول الفقه لابن القصار، بل استفاد مباشرة مما ذكره ابن القصار في مقدمة العيون.
بقي أن يقال: فما العنوان الذي تراه مختارا لهذه المقدمة.