قلت: وهذا إحدى الأحاديث التي تكلم فيها مع إخراج مسلم لها، ومداره على مصعب بن شيبة، ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: "أحاديثه مناكير". وللحديث شاهد آخر من حديث عمار، أخرجه أبو داود (٥٥) وابن ماجه (٢٩٤) وأحمد (٤/ ٢٦٤) بلفظ: "إن من الفطرة المضمضة والاستنشاق، فذكر نحوه، ولم يذكر إعفاء اللحية، وزاد: الختان وقال: والانتضاح، ولم يذكر انتقاص الماء. وهو ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وفيه انقطاع؛ لأن سلمة بن محمد لم يسمع من جابر، وقال ابن حجر: "وصححه ابن السكن، وهو معلول، ورواه الحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس موقوفًا في تفسير قوله تعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ قال: خمس في الرأس وخمس في الجسد .. فذكرها" التلخيص (١/ ٧٧) وانظر أيضًا البدر المنير (٢/ ٩٨ - ١٠٢). ثم قال الحافظ بعد تخريجه للحديث: "تنبيه: استدل به الرافعي على أنهما سنة، ولا دلالة في ذلك؛ لأن لفظه: "من الفطرة"، بل ولو ورد: "من السنة"؛ لم ينهض دليلًا على عدم الوجوب؛ لأن المراد به السنة أي الطريقة، لا السنة الاصطلاحي الأصولي". قلت: وانظر أيضًا المغني (١/ ١٤٥). (١) تقدم هذا في حديث عثمان وعلي وغيرهما (٢/ ١٣) (٢/ ٤٧). (٢) انظر ما تقدم في المقدمة من الأصول (١/ ٢٨١). (٣) تقدم تخريجه (٢/ ٨).