للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه بين فيه حكم الإجزاء.

فإن قيل: فإن عثمان وعليًّا أريا الناس وضوء رسول الله ، وفيه المضمضة والاستنشاق (١).

قيل: إنما أرياهم الوضوء الكامل، ألا ترى أنهما ذكرا ثلاثًا ثلاثًا، وحكم الوجوب والإجزاء قد أخذناه من قصة الأعرابي وغيره.

على أنه مخصوص بالقياس أيضًا.

فإن قيل: فقد قال : "تحت كل شعرة جنابة، فبُلّوا الشعر، وأنقوا البَشَرة" (٢).


(١) تقدم تخريجهما (٢/ ١٣) و (٢/ ٤٧).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٤٨) والترمذي (١٠٦) وابن ماجه (٥٩٧) وهو حديث ضعيف، ضعفه أبو داود والترمذي، وسبب ضعفه أن مداره على الحارث بن وجيه، وهو ليس بشيء، طعن فيه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما. انظر البدر المنير (٢/ ٥٧٥ - ٥٧٧).
تنبيه: قال الغماري في الهداية (٢/ ١٤) بعد نقله كلام من ضعفه: "قلت: وذلك - أي تضعيف الحديث - بالنظر إلى رواية الحارث بن وجيه وحده، أما بالنظر إلى متابعه وشواهده فهو ثابت صحيح، فقد رواه أبو أحمد الغطريفي في جزئه، ثنا أبو خليفة، ثنا أبو عمر الحوضي، ثنا الحارث بن وجيه وأخوه، عن مالك بن دينار به، وأبو عمر الحوضي ثقة ثبت متقن للغاية، وقد حدث به عن الحارث وأخيه، فدل على أنه غير منفرد به كما قال الترمذي، وهذا الأخ وإن كان غير مسمى ولا معروف لنا الآن؛ إلا أن للحديث شواهد من حديث عائشة وعلي وأبي أيوب. الهداية (٢/ ١٤).
قلت: وتعقبه محقق الخلافيات (٢/ ٤٤٢) بأن قوله: "وأخوه" غير محفوظة، وأنها مصحفة عن "أو وجبة"، وقد قيل ذلك في اسمه، ويؤيد ذلك أمور، ثم ذكر ستة أمور تبين ذلك، فراجعه. وللحديث شاهد من حديث عائشة أخرجه أحمد (٦/ ١١٠ - ١١١) والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٤٤٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>