للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثيرة تنفرد عن الرأس.

قيل: لا يمنع أن يكونا منه في باب المسح، ألا ترى أن ظاهر الأنف والشفتين تغسل مع الوجه، ولهما حكم في الجنايات يخالف باقي الوجه، فكذلك الأذنان.

دليل آخر: وهو ما روي أن النبي مسحهما مع رأسه (١)، كما غسل مرفقه مع ذراعيه، وكعبيه مع رجليه (٢).

وأيضًا ما روى الصنابحي أن النبي قال: "إذا توضأ العبد المؤمن فغسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، وإذا مسح برأسه خرجت من رأسه حتى تخرج من تحت أذنيه" (٣).

فعلمنا بهذا أنهما من الرأس، كما علمنا أن العينين من الوجه.

فإن قيل: ليستا من الرأس؛ لأنهما لا تنبتان الشعر.

قيل: هذا غلط؛ لأن الشعر ينبت فيهما، ولو لم ينبت لما دل ذلك على


(١) أخرجه الترمذي (٣٦) والنسائي (١٠٢) من حديث ابن عباس، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وورد من حديث الربيع أخرجه الترمذي (٣٣) وقال: حسن صحيح.
وورد أيضًا من حديث طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده، أخرجه أبو داود (١٣٢) والبيهقي في الخلافيات (١/ ٤٤٢ - ٤٤٥) وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف.
(٢) أخرجه مسلم (٢٤٦/ ٣٤).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الصلاة، بان جامع الوضوء (٣٠) والنسائي (١٠٣) وابن ماجه (٢٨٢) وقال ابن عبد البر: "والحديث مرسل، ويستند من طرق حسان من حديث عمرو بن عبسة وغيره". التمهيد (٣/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>