للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "الأذنان من الرأس" (١) أخص من هذا.

وكذلك قوله في حديث الصنابحي: "إذا توضأ فغسل وجهه [خرجت الخطايا منه حتى تخرج من تحت أشعار عينيه، وإذا مسح برأسه] (٢) خرجت الخطايا منه حتى تخرج من تحت أذنيه" (٣).

فعلمنا بهذا أنهما من الرأس، كما علمنا أن العين من الوجه.

احتج من قال: باطنهما من الوجه، وظاهرهما من الرأس بقوله تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾، وباطن الأذنين يواجه به مع الوجه.

وما ذكرناه يقضي عليه، مع أنهما تغطيهما العمامة وغيرها، والمواجهة لا تقع بهما، والله أعلم.

وقد روى ابن عباس أن رسول الله مسح رأسه وأذنيه بماء واحد (٤).

وكذلك روي أنه أتي بوضوء فتوضأ فغسل وجهه وكفيه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه


(١) تقدم تخريجه (٢/ ١١٢).
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوع.
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ١١٥).
(٤) ورد نحوه من حديث ابن عباس أخرجه ابن حبان (١٠٨٦) ولفظه: "أن رسول الله توضأ فغرف غرفة فغسل وجهه، ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم غرف غرفة فمسح برأسه وأذنيه، داخلهما بالسبابتين، وخالف بإبهاميه إلى ظاهر أذنيه فمسح ظاهرهما وباطنهما، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى". وإسناده صحيح. انظر التلخيص (١/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>