للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضبٍّ خربٍ، ومعناه: خربٌ؛ لأنه صفة للجحر، والضب لا يخرب (١).

وكقول الشاعر:

لقد كان في حول ثواءِ ثويته … تقضي لبانات ويسأم سائم (٢)

فخفض الثواء على مجاورته الحول.

فإن قيل: نحن نعارضك بمثل هذا فنقول: من قرأ "وأرجلَكم"، بالنصب، إنما عطفه على موضع الرأس؛ لأن موضع المجرور منصوب، ألا ترى قول الشاعر:

معاوي إننا بشر فأسجح … فلسنا بالجبال ولا الحديدا (٣)


= خاصة، وأنه غير مسموع في العطف، وأنه لم يجز إلا عند أمن اللبس؛ فهو مردود بأن أئمة اللغة العربية صرحوا بجوازه، وممن صرح به الأخفش وأبو البقاء وغير واحد، ولم ينكره إلا الزجاج، وإنكاره له - مع ثبوته في كلام العرب وفي القرآن العظيم - يدل على أنه لم يتتبع المسألة تتبعًا كافيًا والتحقيق أن الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين. فمنه .. أضواء البيان (١/ ٢٦٠).
(١) وكما قال زهير:
لعب الزمان بها وغيّرها … بعدي سوافي المور والقطرِ
قال أبو حاتم: كان الوجه "القطرُ" بالرفع، ولكن جره على جوار" المور"، .. ومن هذا قراءة أبي عمرو: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ﴾ بالجر، لأن النحاس الدخان". التمهيد (٢/ ٤١١).
(٢) البيت لميمون بن قيس، وهو في ديوانه (١٧٨).
(٣) وقائله عقيبة بن هبيرة الأسدي يخاطب معاوية بن أبي سفيان، ومعناه: سهل علينا حتى نصبر فلسنا بجبال ولا حديد حتى نصبر على ما تفعله بنا. انظر الكتاب (١/ ١١٣) سمط اللآلئ (١/ ١٤٩) شرح جمل الزجاجي (١/ ٢١٩) لسان العرب (غمز).

<<  <  ج: ص:  >  >>