للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحفوظ، وأنتم تجعلونه للنهي بغير دليل.

قيل: نحن جعلناه بدليل؛ لأنه لو كان خبرا لم يفد؛ لأننا قد علمنا أنه ليس في الملائكة غير طاهر، ولا أحد ممن يمس اللوح المحفوظ غير طاهر، (٦٣) فلا فائدة في قوله: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ إذا حمل على الملائكة (١).

وأيضا فإن التنبيه على عظم منزلته يوجب أن لا يمسه إلا من عظمت حرمته؛ لأنه تنزيل من رب العالمين، وقد نزل إلينا، فلا ينبغي أن نمسه إلا على أكمل أحوالنا.

ولنا من السنة ما رواه عمرو بن حزم أن رسول الله كتب له كتابا إلى اليمن، وذكر فيه: "وأن لا يمس المصحف إلا طاهر" (٢).

وروى حكيم بن حزام أن رسول الله قال: "لا يمس المصحف إلا طاهر" (٣).


(١) بل تكون فيه فائدة، وهو أنه محفوظ عن أن تمسه أيدي الشياطين أو تطلع على ما فيه.
(٢) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب القرآن، باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن (١) والنسائي (٤٨٥٣) وابن حبان (٤٨٦٩) والحاكم (١/ ٥١٩) والدارقطني (١/ ١٢١) والبيهقي (١/ ١٤١) وغيرهم. واختلف في صحته وضعفه، بناء على الاختلاف في راويه عن الزهري؛ هل هو سلمان بن داود، أو سلمان بن أرقم، وفي كل منهما كلام. وأعله أبو داود الطيالسي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي وغيرهم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن حبان والبيهقي من حيث الإسناد، وصححه جماعة من حيث الشهرة كما فعل ذلك الشافعي، وقال ابن عبد البر: "هذا كتاب مشهور"، وقال العقيلي: "هذا حديث ثابت محفوظ" نقل ذلك كله ابن الملقن في البدر. ونقل شيخ الإسلام عن الإمام أحمد قوله: "لا شك أن النبي -كتبه له". مجموع الفتاوى (٢١/ ٢٦٦) وانظر البدر المنير (٨/ ٣٧٧ - ٣٨٧) والتلخيص الحبير (٤/ ١٧ - ١٨) ونصب الراية (١/ ١٩٦).
(٣) أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٢) والحاكم (٣/ ٥٩٠) بلفظ: "لا يمس القرآن إلا طاهر". =

<<  <  ج: ص:  >  >>