للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سعيد بن زيد، وعندهم خباب بن الأرتّ، فسألهما عمر أن يخبراه بما قرأَته، وأن يعطياه المصحف لينظر إليه، فقالت له أخته إنك لا تتوضأ من الحدث، ولا تغتسل من الجنابة، فلا أعطيكه تمسه" (١).

وهذا كان قبل إسلام عمر .

وروي أن مصعب بن سعد كان يمسك المصحف لأبيه سعد حتى يقرأ فيه، فحك مصعب، بدنه، فقال له أبوه سعد: أراك قد حككت ذكرك؟ فقال: نعم فأمره بوضع المصحف، فقال له: توضأ ثم أمسسه (٢).

وقد روي عن سلمان أنه قيل له وقد تبرز: "لو توضأت فسألناك عن آية من القرآن فقال: شلوني، فإني لست أمسه؛ لأنه لا يمسه إلا المطهرون" (٣).

وهذا صحابي تأول الآية على ما نقول، فلم ينكر عليه.


(١) أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٣) والبيهقي (١/ ١٤٢) وقال الدارقطني: "القاسم بن عثمان ليس بالقوي". وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ١٣٢): "في إسناده مقال".
قلت: والتعليل بأنه مشرك أولى من التعليل بأنه لا يغتسل من الجنابة؛ لأن الأول مجمع عليه بخلاف الثاني. والله أعلم.
(٢) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الفرج (٥٩) وعبد الرزاق في المصنف (١/ ١١٤) وابن أبي داود في المصاحف (٤٢٣ - ٤٢٥) والبيهقي في الخلافيات (١/ ٥١٦) وفي الكبرى (١/ ١٤٢) وإسناده صحيح. وقد ورد عن سعد رواية أخرى يفهم منها الجواز أخرجه عبد الرزاق (٤٣٤) وغيره، ولعل له في المسألة قولين. والله أعلم.
(٣) أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٣ - ١٢٤) والبيهقي (١/ ١٤٨) والحاكم (٢/ ٥٩٧) وصححه ووافقه الذهبي، وابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (١/ ٤١٧) والزيلعي في نصب الراية (١/ ١٩٩) وسكت عنه الحافظ في التلخيص (١/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>