للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قال تعالى: ﴿وَاتَّبِعُوهُ﴾ (١).

وروي عن عمر أنه قال: يا رسول الله! إنك تأكل (٦٥) وتشرب وأنت جنب، فقال : "آكل وأشرب وأنا جنب، ولا أقرأ وأنا جنب" (٢).

فأعلمنا الفرق بين الأكل والشرب، والقرآن.

وأيضا ما روي الله عبد بن رواحة وطئ أمته، فقالت له امرأته: إنك وطئت المملوكة. فقال: ما وطئت، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ لي قرآنا، فلبّس عليها وقال:

شهدت بأن وعد الله حق … وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف … وفوق العرش رب العالمينا

وتحمله ثمانية شداد … ملائكة الإله مسومينا

فقالت: صدق الله وكذب بصري، ثم مر عبد الله بن رواحة، وذكر ذلك للنبي ، فتبسم وقال: "امرأتك أفقه منك" (٣).


= الحديث لمن منع الجنب من القراءة؛ لأنه ليس فيه نهي، وإنما هي حكاية فعل، ولا بين النبي أنه إنما امتنع من ذلك لأجل الجنابة، وذكر البخاري عن ابن عباس أنه لم ير بالقرآن للجنب بأسا، وذكر في الترجمة قالت عائشة: كان النبي يذكر الله على كل أحيانه".
وهذا الذي نقله ابن حجر عن ابن خزيمة هو على فرض صحة الحديث، وقد تبين ما فيه.
(١) سورة الأعراف، الآية (١٥٨).
(٢) أخرجه الدارقطني (١/ ١١٩) والبيهقي (١/ ١٤٣) وفيه ابن لهيعة، قال ابن حجر في التقريب (٣١٩): "صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما". قلت: وهذا منها؛ فإنه من رواية ابن وهب عنه كما هي رواية البيهقي، لكنه مال إلى الحكم عليه بالوقف.
(٣) أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٠) والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٣١ - ٣٢) وفيه زمعة بن صالح =

<<  <  ج: ص:  >  >>