للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدليل لقولنا ما رواه خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت قال: "كنا عند عمر بن عبد العزيز، فذكروا استقبال القبلة بالفروج، فقال عكرمة: قالت عائشة : ذكر عند رسول الله أن ناسا يكرهون أن يستقبلوا القبلة وأن يستدبروها، فقال النبي : "أو فعلوا ذلك؟ "، وأمر بأن تستقبل بمقعدته القبلة" (١).

وهذا نص في موضع الخلاف؛ لأنه في البنيان، وهذا أمر منه ظاهر منتشر (٢).

فإن قيل: إن خالد بن أبي الصلت لا يعرف (٣).

قيل: هو معروف؛ لأن أحمد بن حنبل قال: "خالد بن أبي الصلت حسن" (٤).


(١) أخرجه ابن ماجه (٣٢٤) وأحمد (٦/ ١٣٧) وابن عبد البر (٦/ ٤٩٤) والدارقطني (١/ ٦٠) وابن أبي شيبة (١٦٢٢) وضعفه البخاري، وحكم عليه الذهبي في الميزان (١/ ٥٨٣) بالنكارة في ترجمة خالد بن أبي الصلت وأعله ابن حجر في التهذيب (٢/ ٢٧٥) وصحح وقفه على عائشة.
(٢) تقدم أنه ضعيف، "ثم لو صح؛ لما كان لهم فيه حجة، لأن نصه يبين أنه إنما كان قبل النهي؛ لأن من الباطل المحال أن يكون رسول الله ينهاهم عن استقبال القبلة بالبول والغائط؛ ثم ينكر عليهم طاعته في ذلك، هذا ما لا يظنه مسلم ولا ذو عقل، وفي هذا الخبر إنكار ذلك عليهم؛ فلو صح؛ لكان منسوخا بلا شك، منسوخا بلا شك، ثم لو صح؛ لما كان فيه إلا إباحة الاستقبال فقط؛ لا إباحة الاستدبار أصلا؛ فبطل تعلقهم بحديث عائشة جملة". المحلى (١/ ١٩٢).
(٣) قال ابن حزم: "مجهول لا يدرى من هو". المحلى (١/ ١٩٢).
(٤) لعل صواب العبارة: "حديث خالد بن أبي الصلت حسن"، فقد نقل ابن عبد البر عبارة الإمام أحمد من طريق الأثرم أنه قال: "من ذهب إلى حديث عائشة فإن مخرجه حسن". =

<<  <  ج: ص:  >  >>