للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى سفيان الثوري وخالد الحذاء عنه (١)، فدل على معرفته.

وقد روى محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن عبد الله بن عمر أنه قال: "ارتقيت ذات يوم على السطح، فرأيت رسول الله جالسا على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته" (٢).

وروي عنه أنه قال: "ارتقيت سطح حفصة -وهي أخته- إلى أن قال: مستقبل القبلة" (٣).

وكيفما كان فإن فعله لذلك يدل على الجواز؛ لأنه إن كان استقبل بيت المقدس فقد استدبر الكعبة؛ لأن من يستقبل بيت المقدس بالمدينة فهو مستدبر الكعبة، ومن يستقبل الكعبة بها فهو مستدبر لبيت المقدس.

وروى مجاهد عن جابر قال: "نهانا نبي الله أن نستقبل القبلة للبول، ثم رأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها (٦٩) لبول" (٤).


= ونقل عنه قبل ذلك أنه تكلم في هذا الحديث (٦/ ٤٩٣)، بل نقل عنه ابن حجر في التهذيب (٢/ ٢٧٥) من طريق الخلال أنه قال: "خالد بن أبي الصلت ليس بمعروف". وهذا كله يؤيد أن في العبارة سقطا أو وهما، والله أعلم، وقد ذكر المحقق أنه لم يجد قول الإمام أحمد في خالد وقد وجدته والحمد لله.
(١) والمبارك بن فضالة وواصل مولى أبي عيينة، وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز، فكيف يقال فيه مجهول. قاله ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٤٩٥).
(٢) أخرجه البخاري (١٤٥) ومسلم (٢٦٦/ ٦١).
(٣) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٤٨٩) وابن أبي شيبة (١٦٢٠) وصححه ابن خزيمة (٥٩) وقال ابن حجر ووقع في رواية لابن حبان: "مستقبل القبلة مستدبر الشام"، وهي خطأ تعد من قسم المقلوب في المتن". التلخيص (١/ ١٠٤).
(٤) أخرجه أبو داود (١٣) والترمذي (٩) وابن ماجه (٣٢٥) وأحمد (٣/ ٣٦٠) وقال=

<<  <  ج: ص:  >  >>