للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أن الثياب وإن كانت من العرف على ما نعلمه من ثيابنا فإن هذه الآية قد وقع التنازع في المراد منها (١)، قال ابن عباس : (٧٥) إن الله -تعالى- أراد: وقلبك فطهر (٢)، واستشهد على ذلك بقول امرئ القيس (٣):

وإن تك (٤) قد ساءتك مني خليقة … فسلي ثيابي من ثيابك (٥) تنسل

فإن كان الخلاف بيننا فيم أريد بالثياب في هذه الآية لم تكن لكم فيها حجة؛ لأننا لا نوجب شيئا ونفرضه بأمر متنازع فيه.


(١) على ثمانية أقوال: أحدها: لا تلبسها على معصية ولا غدر. الثاني: لا تكن ثيابك من مكسب غير طاهر، روي عن ابن عباس أيضا. والثالث: طهر نفسك من الذنب، قاله مجاهد وقتادة .. والرابع: وعملك فأصلح، قاله الضحاك. والخامس: خلقك فحسن، قاله الحسن والقرظي. والسادس: وثيابك فقصر وشمر، قاله طاووس. والسابع: قلبك فطهر، قاله سعيد بن حبير .. والثامن: اغسل ثيابك بالماء ونقّها، قاله ابن سيرين وابن زيد: واستظهر هذا الأخير ابن جرير، قال: قال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره الله أن يتطهر ويطهر ثيابه".
وقال ابن كثير: "وقد تشمل الآية ذلك مع طهارة القلب". انظر تفسير ابن جرير (١٠/ ٨٢٨٥ - ٨٢٨٨) وزاد المسير (٨/ ٤٠٠ - ٤٠١) والجامع للقرطبي (١٩/ ٥٤ - ٥٥) وتفسير ابن كثير (٧/ ١٥٤).
(٢) حكاه ابن كثير عن سعيد بن جبير (٧/ ١٥٤) وحكاه القرطبي (١٩/ ٥٥) عن ابن عباس وابن جبير. "وروى ابن وهب عن مالك أنه قال: ما يعجبني أن أقرأ القرآن إلا في الصلاة والمساجد، في الطريق، قال الله تعالى ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾، يريد مالك أنه كنى بالثياب عن الدين. وقد روى عبد الله بن نافع عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن مالك بن أنس في قوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ أي لا تلبسها على غدرة". أحكام القرآن لابن العربي (٤/ ٣٤٠).
(٣) ديوان امرئ القيس (١٣).
(٤) في ديوانه: وإن كنت قد.
(٥) أي قلبي من قلبك.

<<  <  ج: ص:  >  >>