للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: وأيضا فإن مذهبنا أن ما كانت البلوى به عامة لا تقبل فيه أخبار الآحاد، والإنسان لا يخلو في كل يوم من مس ذكره مرارا، كما لا يخلو من الغائط والبول، فلو كان الوضوء من مس الذكر واجبا لكان نقله مستفيضا، كما هو الغائط والبول.

قالوا: ولو صح الحديث لكان معارضا بحديث طلق بن علي أنه سأل رسول الله عمن مس عمن مس ذكره وهو في الصلاة فقال: "لا بأس، هل هو إلا كبعض جسده؟ " (١).

وموضع الدليل منه: أنه قال: "لا بأس"، والحدث في الصلاة لا يقال فيه: لا بأس، ولأنه علل فقال: "لأنَّه كبعض جسده".

وقد روى قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي، أن رجلا سأل النبي فقال: أنا أتوضأ فأمس ذكري؟ فقال النبي : "هو منك" (٢).


(١) أخرجه أبو داود (١٨٣) والترمذي (٨٥) والنسائي (١٦٥) وابن ماجه (٤٨٣) وأحمد (٤/ ٢٣) من طرق كلها عن طلق بن قيس ستأتي الإشارة إليها، وضعفه ابن الجوزي في تنقيح التحقيق (١/ ٢٧٦ - ٢٧٨) والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣) وأبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عنهما الدارقطني في السنن (١/ ٤٩) قال الشافعي: "سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره"، نقله عنه البيهقي في السنن (١/ ٢١٣) وتعقبه ابن التركماني فقال: هو معروف، روى عنه تسعة أنفس ذكرهم صاحب الكمال، وروى هو وابن أبي حاتم توثيق ابن معين له، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم في المستدرك، وروى له أصحاب السنن الأربعة، وأخرج الترمذي من طريق ملازم وقيس هذا حديث: "لا وتران في ليلة" وحسنه، وقال عبد الحق: وغير الترمذي صححه".
قلت: وصححه ابن حزم والترمذي وابن المديني والطحاوي وابن حبان وغيرهم. انظر البدر المنير (٢/ ٤٦٦ - ٤٦٩).
(٢) هذه الرواية أخرجها أبو داود (١٨٢) والنسائي (١٦٥) وابن ماجه (٤٨٣) والبيهقي (١/ ٢١٣ - ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>