للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا ترى أن اسم السرق اسم للجنس، ومعناه: أن يسرق الشيء على طريق الاستخفاء، سواء كان المسروق سعدا (١)، أو لحظا، أو ما يتمول، وقد اختص في الإطلاق إذا قيل: قد سرق توجه إلى سارق ما يتمول، ولا يمتنع إطلاق العموم عليه إلا أن يقوم دليل يخصه.

ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه أن الله - تعالى - قال في هذه الآية: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ وقرئ ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ﴾.

وقال في آية أخرى: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ (٢).

وقال: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ (٣)، وقرئ: ﴿تماسوهن﴾ (٤).

وقال في الظهار: ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا﴾ (٥).

والمراد في هذه الآيات بالمماسة الجماع، فلو جعلنا اللمس بهذا اللفظ أيضا للجماع أبطلنا فائدة تغيير العبارة؛ لأن لفظ اللمس غير لفظ المس، وإذا جعلنا للفظين المختلفين حكمين كان أكثر في الفائدة من حملهما على حكم واحد.


(١) السعد - بضم السين - طيب، وفيه منفعة عجيبة في القروح التي عسر اندمالها. القاموس (١/ ٣٦٦).
(٢) سورة البقرة، الآية (٢٣٥).
(٣) سورة البقرة، الآية (٢٣٤).
(٤) بضم التاء، وألف بعد الميم. وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر إتحاف فضلاء البشر (١/ ٤١٠) وتفسير القرطبى (٢/ ١٦٩).
(٥) سورة المجادلة، الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>