للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل: فإن النبي جمع بين النوم وبين الغائط والبول في حديث صفوان (١).

قيل: إن الاقتران بين الشيئين في اللفظ لا يوجب اجتماعهما في الحكم (٢).

على أنه إنما جمع بينها إذا كان النوم مضطجعا فإن الغالب منه خروج الريح، وما هذه صفته من النوم يجب فيه الوضوء.

فإن قيل: فإن حدث البول لم يختلف [باختلاف] (٣) أحوال [البائل] (٤) في نقض الطهر.

قيل: إن [البول] (٥) يختلف باختلاف الأحوال؛ لأن سلس البول لا ينقض الوضوء (٦)، والمعتاد منه ينقض.

وعلى أنه لو لم يختلف حكمه لكان ذلك من أجل أنه لا يختلف في نفسه، والنوم يختلف في نفسه؛ لأننا قد نجد نوما ليس معه استرخاء المفاصل، ولا يمكن الخارج منه، فلما اختلف حال النوم في نفسه جاز


(١) تقدم تخريجه (٢/ ٣٠٨).
(٢) لكن الجمهور على أن الاقتران بين الشيئين في اللفظ يوجب التسوية بينهما في الحكم المذكور، وذهب أبو يوسف والمزني إلى التسوية بينهما أيضا في غير الحكم المذكور، انظر شرح المحلي على جمع الجوامع بحاشية زكريا الأنصاري (٢/ ٣٧٧ - ٣٧٨) نشر البنود (٢٠٣ - ٢٠٤) نثر الورود (١٩٧).
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوع.
(٤) في الأصل: النائم، والتصحيح من السياق.
(٥) في الأصل: النوم، والتصحيح من السياق.
(٦) تقدم الكلام حول هذا (٢/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>