للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضا فإن هذا القول قد روي عن علي وابن عباس .

فأما علي فكان يرى الوضوء من القلس (١).

وعن ابن عباس قال: "الحدث حدثان: حدث من فيك، وحدث من فرجك" (٢).

قيل: أما قول النبي لسلمان : "أحدث وضوءا" (٣) محمول على الوضوء اللغوي، أو على الاستحباب بما ذكرناه.

وما روي عن علي وابن عباس فقد روي عن ابن عباس خلافه (٤)، فقد عارضناهم بأكثر ذلك من عن الصحابة، وينبغي أن نستعمل أقوالهم حتى لا تتنافى، فقول من قال: فيه الوضوء محمول على الاستحباب، وقول من خالف محمول على نفي الإيجاب، وهذا يجب في استعمال الأخبار عن النبي إذا تعارضت (٥).


(١) القلس أن يبلغ الطعام إلى الحلق ملء الفم أو دونه، ثم يرجع إلى الجوف، وقيل: هو القيء، وقيل: هو القذف بالطعام وغيره. وقيل: ما يخرج إلى الفم من الطعام والشراب، والجمع قلاس. اللسان (قلس) والصحاح (قلس). وأما الأثر عن علي؛ فقد ذكر الزيلعي في نصب الراية (١/ ٤٤) عن علي في تعداد ما ينقض الوضوء: "أو دسعة تملأ الفم". وقال عقبه: غريب. وذكره ابن الأثير في النهاية (٣٠٥)، وقال: "الدسعة الدفعة الواحدة من القيء، وجعله الزمخشري حديثا عن النبي ".
(٢) أخرجه ابن المنذر (١/ ٢٩١) والبيهقي في الشعب (٦٧٢٤) موقوفا عليه.
وأخرجه ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣١٥) مرفوعا من حديث ابن عباس، وقال: هذا حديث لا يصح.
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ٤٥٧).
(٤) تقدم تخريجه (٢/ ٤١٩).
(٥) نحوه لابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>