للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل: ليس كلامنا في الضحك، وإنما خلافنا في القهقهة.

قيل: المراد بالضحك هاهنا (١) المقهقه؛ لأنه جعله كالكلام في السلام، وما دون القهقهة ليس حكمه حكم الكلام في الصلاة.

وروي أيضا في هذا الحديث أنه قال: "الضاحك في الصلاة، والمفقع أصابعه، والمتلفت بمنزلة واحدة" (٢).

فأجراه مجرى ما لا ينتقض طهره بفعله.

فإن قيل: قوله : "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" (٣) حجة لنا؛ لأن القهقهة (١١٢) صوت.

قيل: إنما أشار إلى صوت على صفة، وقد عقل أن القهقهة لا تدخل فيه.

يبين هذا: ما روي في حديث أبي هريرة أن النبي قال: "لا وضوء


= ثم ليعد الصلاة". وله طرق أخرى لا تسلم من مقال. انظر البدر المنير (٢/ ٤٠٢ - ٤٠٦) والصحيح وقفه على جابر كما قال ابن الملقن في التوضيح (٤/ ٢٦١) والبيهقي (١/ ٢٢٥ - ٢٢٦) وغيرهما. ورواه البخاري معلقا عنه بصيغة الجزم، كتاب الوضوء باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين القبل والدبر، وصحح الحافظ الموقوف أيضا. انظر الفتح (١/ ٥١٨ - ٥١٩). وقد اكتفى المحقق هاهنا بقوله: لم أقف عليه. وقد وقفت عليه من طريقه باللفظ المشار إليه.
(١) هذه العبارة توهم تقدم ذكر الضحك في الحديث، وهو لا وجود له في اللفظ الذي ساقه المصنف، وإنما هو موجود في اللفظ الذي سقته. وكذلك الاعتراض مبني على ذكر الضحك لا القهقهة في الحديث، فتنبه.
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٨) والدارقطني (١/ ١٧٥) والبيهقي (٢/ ٤١٠) وضعفه البيهقي والهيثمي المجمع (٢/ ١٨٧) وعلته زبان بن فائد ضعيف، وابن لهيعة تقدم ما فيه.
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>